زاوية: تمكين

الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي وإبرازه

الزيارات: 8529
التعليقات: 0
https://www.afaq-n.com.sa/?p=244286

و اسدل الستار على معرض الرياض الدولي للكتاب بتاريخ ١٠ اكتوبر ٢٠٢١ م ، و قد كان في اليوم الختامي لي به لقاء

الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي وإبرازه. و هو محل عناية ضمن رؤية ٢٠٣٠ و الإنتماء الوطني و الثقافة الشعبية ، و اهتمامي يعود الى أربعة عقود حين كتبت زواية في جريدة اليوم عام ١٤٠١ تحت عنوان من أجل حفظ التراث و صدرت المقالات في كتاب يحمل عنوان مقالات في تراث الأحساء عام ١٤٢٠ هجرية .

مدخل
يعرّف التراث الثقافي غير المادي أو التراث الثقافي اللامادي (بالإنجليزية: Intangible cultural heritage)‏ هو الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات – وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية – التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي.

وتتعدد أوجه مظاهر الثقافة غير المادية في مهارات الحرف و الفنون بما فيها الفلكلور و العادات و التقاليد و أنماط التعبير الشفوي بما فيها اللغوي، و الممارسات و المعارف الطبيعية ، و الإحتفالات و الطقوس و أساليب المعيشة .

أهمية الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي

يعتبر محل مسؤولية بكونه يمثل التنوع للمجتمعات المختلفة و القلق من إنحسار ه في عصر العولمة ، بل الإستفادة من ذلك في الفهم المتبادل و الإحترام بين للثقافات المختلفة ، و الحفاظ على التراث غير المادي هو حفاظ على هويات المجتمعات ،و التنوع الثقافي للبشرية .

و في القرن العشرين زاد الإهتمام بالثقافة غير المادية و ساعدت اليونسكو على نشر هذا الإهتمام و الإنتشار على مستوى العالم و الذي شمل أيضا المناظر الطبيعية و الآثار الصناعية و التراث المشترك بين البشر و بكونه تراثا هشا يحتاج لرعاية و كتابعة مستدامة لضىمان تأصيله و عدم انقراضه أو تشويهه ، و هذا من أولويات اليونسكو.

المملكة و أسس تنوع التراث الثقافي غير المادي

المملكة العربية السعودية بمساحة اثنين مليون كيلومتر مربع و تنوع جغرافياتها و ارتباطاتها التاريخية من الخليج العربي شرقا إلى البحر الأحمر غربا و من حدود الشام و وادي الرافدين شمالا إلى اليمن جنوبا ، هذا التنوع اعطى خصوصية في ثقافة التراث غير المادي بالرغم من وجود مشتركات عمومية كاللغة العربية و التعبد بالعقيدة الإسلامية و طبيعة الإمتهان الزراعي و ال رعوي و الصيد البحري .
مما جعل الجغرفيات التي تشكل مساحة المملكة ذات ثقافات متأصلة النوعيات كون انعزالية الجغرافيات و فرت بيئات خاصة تأثرت ديمغراطياتها بنوعية التضاريس بين جبلي و صحراوي و سهلي و هذا ايضا شكل تعاملا مع المناخات المختلفة بين الجاف و الممطر و مرتفع الحرارة و البار د و أثر ذلك في أنماط الزراعة و العيش و البيئة الحضرية بين الرحل أبناء البادية أو سكان المدن و الأرياف و سكان مجتمعات الصيد ، كما تأثرت تلك الجغرافيات بكونها ترتبط بمحيطها من عدمه مثل بلاد الرافدين و فارس و الشام و مصر و القرن الأفريقي و اليمن .

و نتج عن ذلك عبر تاريخيات متجذرة و طويلة معارف و عادات و تقاليد و سلوكيات و فلكلور ( فنون أدائية ) و صناعات حرفية و مواسم احتفالات و بالطبع لغات محكية لكل مجتمع ،بين التآلف أو التباين هو بانوراما رائعة فيما يتعلق بهذا التنوع أو التعدد ذو أهمية لتوثيقه و دعم عدن اندثاره و نشره لما له من حفظ ثقافة المجتمعات السعودية المختلفة و التبادل المعرفي الذي يساند مفاهيم الإحترام و تحقيقيه بالسلم الأهلي و التعايش . و ربما حائط صد لتذويب هذه الثقافات من قبل ثقافة العولمة و ربما يستفاد من أساليب نشر العولمة في نشر ثقافة التراث غير المادي للمجتمعات المختلفة .

هذا التنوع يعد ثراءا جميلا و في نفس الوقت الحفاظ عليه مسؤولية متعددة الجوانب و جهد كبير و مميز بين الجهات المعنية الرسمية و مؤسسات المجتمع المدني المختصة و الجهات الأكاديمية و الباحثين كل في اختصاصه ليتكامل تصور العناية لإنماء الوعي المجتمعي عن طريق الناس ليكونو ( و هم مستهدفين) الجهة التي بإستدامة التراث الثقافي غير المادي.

نحو الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي

إن تجربة مثل مهرجان الجنادرية بالرياض على مدى أكثر من ثلاث عقود منذ العام ١٤٠٦ هجرية سلطت الضوء من خلال استقطاب أرباب الثقافة غير المادية و خاصة في الحرف و الفلكلور بعروض حية على جوانب من موروث المملكة و هذا ينطبق على مهرجان المملكة بين الأمس و اليوم الذي جاب عواصم العالم ، و كانت هناك تجارب بإقامة مهرجانات محلية في مدن المملكة المختلفة في تنافسية ترفيهية و تعليمية و تسويقية .

الجهد الذي بذلته هيئة السياحة و التراث الوطني من خلال برامجها و خاصة برنامج بارع للصناعات الحرفية .
و لوزارة الإعلام الدور الأكبر من خلال ادارة التراث غير المادي و ارتباطها باليونسكو و سعيها لتسجيل التراث غير المادي مثل العرضة و المزمار و القط العسيري و النخلة و البن الخولاني و في عام ٢٠١٥ تم تسجيل الأحساء بالبوابة الإلكترونية لليونسكو في الحرف و الفلكلور .
و ضمن رؤية ٢٠٣٠ و إنشاء وزراة الثقافة و مع انشاء هيئات متخصصة كهيئة التراث و هيئة الأزياء
و هيئة التراث ( إداوة التراث غير المادي و غيرها ) وهيئة فنون العمارة والتصميم، وهيئة الفنون البصرية، وهيئة المتاحف، وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وهيئة المكتبات، وهيئة الموسيقى، وهيئة فنون الطهي. سيكون لها دور فعال في احد جوانبه الحفاظ على الهوية من خلال التدريب و غيره .
و تضطلع الجمعية السعودية للحفاظ
على التراث بمهمة في تسجيل التراث غير المادي و هي جهة المخولة في
إن وجود جمعيات مجتمع مدني متخصصة مهم جدا انشاؤها لتنمية الموارد البشرية في المجالات المختلفة .

و المملكة ممثلة في اليونسكو لها حضور في مساندة حضور المملكة العالمي الذي يشكل حلقة الوصل بين الثقافات و اسهام المملكة في التعريف بموروثها و تدويله .

الحفاظ على ثقافة التراث غير المادي

_ توثيقه و إعداد الدراسات
_استغلال و سائط التواصل و الإعلام بشكل ممنهج للتعريف
_ تنمية الموارد البشرية لمختلف مظاهر هذا التراث
_ تنميته من خلال كونه محركا اقتصاديا كمنجات الحرف أو الإستعمال اللغوي في الدراما
_ تضمين الحفاظ على ثقافة التراث غير المادي ضمن منهج التربية الوطنية
_تدويل الموروث من الإستفادة من برامج العولمة
_ استغلال الموروث في البرامج السياحية
_ تشجيع المسابقات التي تهدف لإحياء التراث
_المساندة المادية و تهيئة الوسائل لممارسي الثقافة غير المادية .

 

بقلم الكاتب:

عبدالله الشايب

تعليقات الفيس بوك

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.